لن تُؤثِرا في قلوب غيركم إلا بأخلاقكم

7/21/20251 دقيقة قراءة

إن المرء لا يُعرف بعِظم ماله، ولا بعلوِّ منصبه، ولا بكثرة أتباعه، بل يُوزن عند العقلاء بمقدار خُلُقه، ويُقاس أثره في الناس بقدر صفائه وسموّ نفسه.

فكم من رجلٍ علا منصبًا وما رقَّ قلبه، وكم من تاجرٍ ملأ خزائنه وما ملأ صدور الخلق إلا ضيقًا! أما صاحب الخُلق، فلو لم يملك إلا كلمةً طيبة، أو بشاشةَ وجه، لكان أحبَّ إلى القلوب من صاحب القصور والجاه.

قال عبد الله بن المبارك رحمه الله: “ربّ عملٍ صغير تُعظّمه النية، وربّ عملٍ كبير تُصغّره النية”. ونحن نقول: وربّ كلمةٍ صادقة، أوقظت نفسًا، وربّ موقفٍ متواضع، غيّر قلبًا. فالتأثير في الناس لا يكون بسلطان ولا بمال، بل يكون بأخلاق تهزّ الأرواح، وبسيرةٍ تسبق القول، وصدقٍ يسكن الأعين قبل الآذان.

فالزموا مكارم الأخلاق، فإنها سلاح الحكماء، وزينة الفضلاء، وميراث الأنبياء، وما ساد قوم قطّ إلا بحُسن خُلُق، ولا بادت أمة إلا حين فقدت حياءها.