بيئة العمل المترصدة للأخطاء
8/18/20251 دقيقة قراءة


اعلم أن من أخطر ما يفسد بيئة العمل أن يسود فيها التربّص بالأخطاء، فينشغل الموظف بمراقبة زلّة زميله أكثر من انشغاله بتمام عمله. فإذا وقع أحدهم في خطأ يسير، وجدت البقية فرحًا في داخله، كأنما زال عنهم ثقل، لا لأنهم يكرهون الخطأ، بل لأنهم وجدوا فيه عزاءً لأنفسهم.
ومثل هذه البيئة لا تُثمر إنتاجًا، ولا تُنشئ ولاءً، بل تفتح باب الشماتة وتغلق باب النصيحة. فينشأ فيها من يحب أن يرى غيره متعثّرًا، وينجذب إليها أصحاب النفوس السلبية. أما أصحاب القلوب الطيبة، فإنهم مع طول المكث يتأثرون بالجو العام، فيميلون من غير قصد إلى ما عليه الجماعة، فيضيع التميّز، ويضعف الإبداع.
ليعلم الجميع أن الإنسان بطبعه خطّاء مهما اجتهد، فالخطأ إن وقع بعد بذل الجهد، لا بسبب الإهمال أو التفريط كان الواجب على أصحاب القرار أن يُقيموا في بيئات العمل ميزان العدل، فيجعلوا مجالًا للتشجيع بدل الترصّد، وللدعم بدل الشماتة، فإن الإنسان إذا وجد في عمله من يُعينه ويستر زلّته، كان أصلح لعمله وأقرب للإخلاص فيه.