الانتماء جميل إن كان قائمًا على الحق، لا على التفاخر أو الإقصاء
7/28/20251 دقيقة قراءة


“من أين أنت؟”
ليس في السؤال عيب بحد ذاته، ولكن ما يُبنى عليه من أحكام مسبقة، هو ما يجعل منه بوابة للتمييز، لا للتعارف.
هذا السؤال البسيط كثيرًا ما يتحوّل إلى أداة لفرز الناس، وتكوين صور ذهنية جاهزة عنهم، بناءً على تجارب سابقة أو روايات موروثة عن آخرين لا علاقة لهم بهذا الشخص.
كم من قلب طيّب، وعقل نير، وفكر راقٍ، حُجِب عنّا فقط لأننا ظننا أن من “يُشبهنا” هو الأذكى، أو الأفضل، أو الأجدر بالثقة. وكم من يدٍ امتدّت بالعون كانت من خلفية مختلفة، وكم من خذلانٍ جاء من الأقرب انتماءً.
الانتماء جميل إن كان قائمًا على الحق، لا على التفاخر أو الإقصاء.
لكن الإنسان ليس قبيلةً، ولا لونًا، ولا وطنًا فحسب. هو تكوينٌ معقد: في جيناته، في روحه، في علمه، في خلقه… أعظم بكثير من أن يُختزل بعنوانٍ أو بطاقة تعريف.
فلنتذكّر دائمًا:
العقل لا جنسية له، والخلق لا مذهب له، والنبل لا يعرف حدودًا.
وإذا أردنا أن نرتقي، فلننظر إلى الناس بعيون الإنسانية لا بمرآة الانتماءات.