العمل كمدير، يضعك تلقائيًا في مرمى النقد وعدم الرضا.
8/1/20251 دقيقة قراءة


العمل كمدير، يضعك تلقائيًا في مرمى النقد وعدم الرضا. فخطؤك الأول قد يكون في محاولتك إرضاء الجميع، أو في إقصاء البعض، وهنا تكمن الطامّة الكبرى. شيئًا فشيئًا، ستدرك أن الخيار ليس بين إرضائهم أو إقصائهم، بل في فعل ما هو صواب، ولو لم يُرضِ أحدًا. لكن يا ليت الأمور كانت بهذه البساطة. فبين موظفٍ يكره ما هو صواب، وآخر يرضى به، وثالث لا يلتفت إليه أصلًا، ستدرك أن الصواب وحده لا يكفي.
ثم تقع في محنةٍ أشدّ: أن الاجتهاد للوصول إلى الصواب في كل مرّة أمرٌ شاق، بل كاد أن يكون مستحيلاً. وإن بلغته، فكم من مرة وجدتَ نفسك عاجزًا عن تطبيقه، لا لعجزٍ منك، بل لأن من هم فوقك في السُلّم الإداري يضعون سقفًا لا يُرتقى به.
تلك من أصعب التجارب التي قد تمر بها في عالم الإدارة، ستتعلم أن حلّها لا يكون بالتسلط، بل بالاقتراب من الجميع، بشرح المواقف، وتقديم الأعذار، بل وطلب الصفح إن لزم الأمر.
لكن، وسط كل هذه المعادلات الصعبة، تذكّر:
قد تكون مُجبَرًا على الإدارة، مُلزَمًا بالقرارات، لكن لا تكن يومًا مُجبَرًا على الظلم، ولا على أكل حقوق الناس. فهذا خطأ جسيم، وقد يُغتَفَر كل شيء… إلا أن تكون ظالمًا.